أعلنت نقابة السادة الأشراف، إطلاق حملة للتعريف بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، للحديث عن صفاتهن وسلوكياتهن الحميدة التى تعد منهجًا، خاصة أنهن تعلمن على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وقال سماحة الشريف السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، إن الحملة تركز على الدور الوطني الذي لعبته أمهات المؤمنين أثناء غزوات النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبيان كيفية تقديم الدعم للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم خلال مسيرته في نشر الدعوة الإسلامية، ودورهن في دعم النبي في تأسيس الدولة الإسلامية.
وتقدم نقابة الأشراف، الحلقة الأولى من حملة أمهات المؤمنين عن السيدة خديجة بنت خويلد، أولى زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، من إعداد الدكتور ممدوح حسن أستاذ التاريخ الإسلامي.
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشية الأسدية، كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم. ولدت بمكة ونشأت في بيت شرف ويسار.
هي زوجة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، الأولى وكانت أكبر منه بـ 15 عاما، وسبق لها الزواج قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكانت تاجرة ذات شرف ومال كثير، تبعث بتجارتها إلى الشام فيكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتدفع إليهم الأموال، وتاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في مال السيدة خديجة رضي الله عنها.
وعندما بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم 25 سنة وليس له بمكة اسم إلا الصادق الأمين، لما تكامل فيه من خصال الخير والأمانة، أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها إليه فقالت: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك في التجارة، واستشار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عمه أبا طالب فذكر له ذلك فقال: إن هذا لرزق ساقه اللَّه إليك، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مع غلامها ميسرة، وقالت خديجة لميسرة: لا تعص له أمرا ولا تخالف له رأيا.
زواجها من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وعندما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها، أخبر أعمامه بأنه يريد الزواج منها فخرجوا معه لإتمام الزواج ووقف عمه أبوطالب يطلبها، وكان عمره يوم تزوج خديجة 25 عاما وعمرها 40، وكان مبلغ صداقها 500 دِرْهَم.
وأنجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاده جميعا من السيدة خديجة رضي الله عنها، عدا إبراهيم، وولدت له السيدة خديجة القاسم، ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وكان عبد الله يلقّب بالطيّب والطاهر، ومات القاسم بعد أن بلغ سنا تمكّنه من ركوب الدّابة، ومات عبد الله وهو طفل، ومات سائر بناته في حياته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا فاطمة فقد تأخّرت بعده ستة أشهر، ثم لحقت به.
فعندما نزل الوحي على رسول الله في غار حراء، وجاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على خديجة ما كان من أمر جبريل معه فقالت: أبشر يا بن عم واثبت، فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
وحدث أن كانت السيدة خديجة رضي الله عنها، أخبرت ورقة بن نوفل ابن عمها بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقال لها إنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فأخبرته بقول ورقة بن نوفل.
إيمانها برسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وآمنت السيدة خديجة رضي الله عنها برسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وصدّقت بما جاءه من الله، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وكان لا يسمع شيئًا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عليه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس.
صفات السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
والسيدة خديجة رضي الله عنها هي سيدة نساء العالمين في زمانها ومناقبها جمة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، فلم يتزوج صلى الله عليه وسلم امرأة قبلها، ولم يتزوج عليها قط، إلى أن قضت نحبها، فحزن لفقدها، فإنها كانت نعم القرين. وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
وتوفيت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وقبل فرض الصلاة بثلاث سنين وفي السنة التي مات فيها أبو طالب بن عبد المطلب، وكان عمرها وقت وفاتها خمسًا وستين سنة في شهر رمضان سنة عشر من النبوة.
0 تعليقات